الحراك السعودي لإنهاء حرب غزة- حل الدولتين في الأفق
المؤلف: حمود أبو طالب09.11.2025

الجهود المضنية التي تقودها المملكة العربية السعودية لإحلال السلام في غزة، والوصول إلى تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، محورها الأساسي حل الدولتين، بدأت تتبلور نتائجها جلية من خلال التصريحات الرسمية الصادرة عن بعض الدول الأوروبية، وكذلك في التحول الملحوظ في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل مؤخراً، والذي اتسم بالبرود والفتور نتيجة لصلفها وإصرارها على مواصلة الحرب في غزة، دون أدنى اكتراث بالوضع الإنساني المتردي والمأساوي الذي وصلت إليه الأوضاع هناك.
إسرائيل باتت تفقد تدريجياً القدرة على ترويج الروايات المضللة التي كانت تستخدمها لتبرير أفعالها المشينة وجرائمها، وأصبحت في حالة انكشاف وعزلة تامة أمام أنظار العالم أجمع، وبالأخص الدول الأوروبية التي تدعمها دعماً معنوياً وسياسياً، وهذا الانكشاف المتزايد أدى إلى ضغوط شعبية كبيرة ومحرجة على الحكومات، مما أجبرها على إعادة تقييم ومراجعة تأييدها المطلق وغير المشروط لكل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات، ونتيجة للدور المحوري والفعال الذي تضطلع به اللجنة الوزارية المنبثقة عن مؤتمر الدول الإسلامية والعربية من أجل غزة، والتي تستند في تحركاتها ومساعيها إلى الدور المؤثر والبارز للمملكة في المجتمع الدولي، بدأنا نسمع وللمرة الأولى انتقادات صريحة وواضحة اللهجة لإسرائيل، فضلاً عن قرارات عملية ملموسة بشأن كيفية التعامل معها.
وماذا عن الموقف الذي تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجميع على دراية تامة بأن العلاقة بين الطرفين وثيقة ومتينة، بل تعتبر من أقوى العلاقات التي تربط إسرائيل بدولة أخرى، حيث تتلقى دعماً لا محدود سياسياً وعسكرياً ومالياً، ودائماً ما تقف إلى جانبها في استخدام حق النقض ضد أي قرار يدينها في الأمم المتحدة، ولكن يبدو أنه في هذه المرحلة الحساسة، ومع الولاية الرئاسية الثانية للرئيس ترامب، فإن المعادلة لن تبقى على ما كانت عليه في السابق. فأمريكا الآن تنصب نفسها داعية للسلام وإنهاء الصراعات والحروب، كما أن علاقتها بالدول العربية التي تمتلك قوة اقتصادية هائلة أثبتت أنها أكثر جدوى ونفعاً لها، فالاستثمارات الضخمة التي حصلت عليها أمريكا مؤخراً خلال زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة وقطر والإمارات ذات أهمية قصوى بالنسبة لها، تفوق التأييد المطلق لدولة عدوانية تتسبب في إثارة الفتن والقلاقل في المنطقة، وبالتالي سيكون من المفيد والضروري لأمريكا إعادة صياغة وتشكيل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، بحيث تتواءم وتتفق مع مصالحها الكبيرة في منطقتنا، وتضمن انصياع إسرائيل للقرارات الدولية التي تسعى إلى تحقيق السلام المنشود في المنطقة، وتضمن للفلسطينيين الحق الكامل في إقامة دولتهم المستقلة.
التحرك الدؤوب الذي تقوم به اللجنة الوزارية في الوقت الراهن يهدف إلى التحضير والإعداد لمؤتمر قادم يرمي إلى تفعيل حل الدولتين، ولا يزال الوضع السياسي الفلسطيني يثير القلق والاستياء، نظراً لاستمرار الخلافات والانقسامات بين السلطة الفلسطينية الشرعية وبقية الفصائل، وعلى رأسها حركة حماس. إننا لا نرغب إطلاقاً في أن تتكرر الإخفاقات التاريخية المرة، إذا ما سنحت فرصة سانحة لتحقيق حل الدولتين، بسبب تقاعس وتراجع الجانب الفلسطيني، تماماً كما حدث في فرص سابقة. لنتذكر جميعاً ما قاله الأمير بندر بن سلطان بمرارة وحسرة في حوار تلفزيوني، عندما لاحت فرصة ذهبية للسلام واستعادة جزء كبير من الحق الفلسطيني أيام كان سفيراً في أمريكا خلال فترة رئاسة كلينتون، ولكن للأسف الشديد، أضاعها ياسر عرفات في اللحظات الأخيرة الحاسمة.
إسرائيل باتت تفقد تدريجياً القدرة على ترويج الروايات المضللة التي كانت تستخدمها لتبرير أفعالها المشينة وجرائمها، وأصبحت في حالة انكشاف وعزلة تامة أمام أنظار العالم أجمع، وبالأخص الدول الأوروبية التي تدعمها دعماً معنوياً وسياسياً، وهذا الانكشاف المتزايد أدى إلى ضغوط شعبية كبيرة ومحرجة على الحكومات، مما أجبرها على إعادة تقييم ومراجعة تأييدها المطلق وغير المشروط لكل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات، ونتيجة للدور المحوري والفعال الذي تضطلع به اللجنة الوزارية المنبثقة عن مؤتمر الدول الإسلامية والعربية من أجل غزة، والتي تستند في تحركاتها ومساعيها إلى الدور المؤثر والبارز للمملكة في المجتمع الدولي، بدأنا نسمع وللمرة الأولى انتقادات صريحة وواضحة اللهجة لإسرائيل، فضلاً عن قرارات عملية ملموسة بشأن كيفية التعامل معها.
وماذا عن الموقف الذي تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجميع على دراية تامة بأن العلاقة بين الطرفين وثيقة ومتينة، بل تعتبر من أقوى العلاقات التي تربط إسرائيل بدولة أخرى، حيث تتلقى دعماً لا محدود سياسياً وعسكرياً ومالياً، ودائماً ما تقف إلى جانبها في استخدام حق النقض ضد أي قرار يدينها في الأمم المتحدة، ولكن يبدو أنه في هذه المرحلة الحساسة، ومع الولاية الرئاسية الثانية للرئيس ترامب، فإن المعادلة لن تبقى على ما كانت عليه في السابق. فأمريكا الآن تنصب نفسها داعية للسلام وإنهاء الصراعات والحروب، كما أن علاقتها بالدول العربية التي تمتلك قوة اقتصادية هائلة أثبتت أنها أكثر جدوى ونفعاً لها، فالاستثمارات الضخمة التي حصلت عليها أمريكا مؤخراً خلال زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة وقطر والإمارات ذات أهمية قصوى بالنسبة لها، تفوق التأييد المطلق لدولة عدوانية تتسبب في إثارة الفتن والقلاقل في المنطقة، وبالتالي سيكون من المفيد والضروري لأمريكا إعادة صياغة وتشكيل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، بحيث تتواءم وتتفق مع مصالحها الكبيرة في منطقتنا، وتضمن انصياع إسرائيل للقرارات الدولية التي تسعى إلى تحقيق السلام المنشود في المنطقة، وتضمن للفلسطينيين الحق الكامل في إقامة دولتهم المستقلة.
التحرك الدؤوب الذي تقوم به اللجنة الوزارية في الوقت الراهن يهدف إلى التحضير والإعداد لمؤتمر قادم يرمي إلى تفعيل حل الدولتين، ولا يزال الوضع السياسي الفلسطيني يثير القلق والاستياء، نظراً لاستمرار الخلافات والانقسامات بين السلطة الفلسطينية الشرعية وبقية الفصائل، وعلى رأسها حركة حماس. إننا لا نرغب إطلاقاً في أن تتكرر الإخفاقات التاريخية المرة، إذا ما سنحت فرصة سانحة لتحقيق حل الدولتين، بسبب تقاعس وتراجع الجانب الفلسطيني، تماماً كما حدث في فرص سابقة. لنتذكر جميعاً ما قاله الأمير بندر بن سلطان بمرارة وحسرة في حوار تلفزيوني، عندما لاحت فرصة ذهبية للسلام واستعادة جزء كبير من الحق الفلسطيني أيام كان سفيراً في أمريكا خلال فترة رئاسة كلينتون، ولكن للأسف الشديد، أضاعها ياسر عرفات في اللحظات الأخيرة الحاسمة.